مر شحي " مجلس الشعب أو الرئاسة" ومعايير الأختيار.....
في الوقت التي تشهد فيه المحروسة سجالا ضاريا حول الأحزاب ومرشحي الرئاسة . ومعارك الإستفتاء ثم معارك الدستور.. يفتقد الكثير من النخبة والعوام الحوار العقلاني حول معايير إختيار من ينوب عنهم ويمثلهم في مجلس الشعب أو من يكون وكيل هذه الأمة فيتم إنتخابه لرئاسة المحروسة.
هنا اختلطت الأيدولوجيا بالعاطفة ... وبينهما شعرة رقيقة لا يدركها إلا من رحم الله وينشأ ما يسميه بعض اهل الفلسفة بالثقافة الجماعية والتعصب الأيدولوجي يعرف الاستاذ السيد يس التعصب الايدولوجي على أنه يعني ان الطرف المحاور الذي يصدر عن ايديولوجية سياسية معينة, يعتقد وهما انه يمتلك الحقيقة المطلقة!
وبالتالي فإن خصمه السياسي لابد ان يكون علي خطأ, مهما قدم من حجج أو عرض من وقائع, وبالتالي حين يدور الحوار فإن اصحاب الحقائق المطلقة ليس لديهم ادني استعداد لقبول فكرة ان الممارسة الايديولوجية للتيار الذي يعتنقونه شابتها اخطاء في المنطلقات أو في التطبيقات
يلخص الاستاذ سامر عباس أهم مشاكل هذا الصنف من التعصب فيقول:
. ظاهرة فقدان الاندماج القومي,. ظاهرة التبعية السياسية,. عدم الاستقرار السياسي,. ظاهرة القلق الأيديولوجي (الاستسلام للنماذج الأيديولوجية الجاهزة),. شخصية السلطة,. ضعف دور الجماهير في الحياة السياسية, نتيجة الظروف الثقافية والأوضاع الاجتماعية,. مشكلة التخلف, والحاجة إلى التنمية. يتم الخلط بين مفهوم التنمية, ومفهوم التحديث: التنمية : زيادة القدرة الإنتاجية بشكل يرفع مستوى المعيشة مادياً وثقافياً وروحياً بقدرة ذاتية متزايدة بينما التحديث : استجلاب رموز الحضارة الحديثة وأدوات الحياة العصرية
بالإضافة الى خلق ديكتاتورية الفكرة التي ربما تقودنا مرة أخرى إلى ديكتاتورية الفرد أو الحزب او المجموعة
إن الاإختلاف الأيدولوجي أظنه محله محل ندوات النخب والمثقفين أما ما يتعلق بالترشيح والإنتخاب فيجب أن يتمحور منظور الإختيار حول نقطتين برأيي لا ثالث لهما:
1-البرنامج الانتخابي ومدى توافقه مع إحتياجات الفرد بأعتباره نواة المجتمع فينظر كل منا على حدة إلى البرنامج الإنتخابي نظرة شخصية هل يوفر إحتياجاتك الشخصية
2- مدى كفاءة المرشح الإدارية وتاريخه في إدارة المؤسسات مما يؤهله لإدارة دولة لاسيما إن كانت كمصر
فإن كنت من اصحاب ايدولوجيا معينة فالمعيار هنا هي تطبيق أهداف هذه الايدولوجيا فإن كنت مثلا إسلامي فالعبرة بالوصول الى مقاصد الشريعة التي تناولتها في المقال السابق
وإن كنت يساري فالعبرة بتحقيق العدالة الإجتماعية
وإن كن لا سمح الله ليبرالي – ابتسامه عريضه لإنها اصبحت سٌبة- فالعبرة بإطلاق الحريات
إلى هنا أظن ان هذا هو التفكير العقلاني في إختيار مرشح ..
وعلى الله قصد السبيل
.